أنفاس زرقاء تتصاعد من أفواه لا تدري ما تقول، وعقول تتلاشى أمام أفكار شيطانية، لا تكتفي بالسُكر والعربدة ، فتذهب الأجساد دون العقول لتبحث عن فريسة تفرغ فيها طاقتها ورغباتها الدنيئة ، وفجأة تعلو صرخات واستغاثات تطول السماء دون أن يظهر أحد للإنقاذ .. تصاحبها مقاومة ولعنات من الفريسة ، ويقهرها تهديد ثم هجوم فاغتصــــاب ، والنتيجة حطام أنثى لا تتصور كيف ستخرج للدنيا بعد ذلك .
لم يكن هذا سيناريو ينسجه خيال من يطالع جريمة اغتصاب بإحدى صفحات الحوادث، ولكنه مشهد قدمته الدراما بالتفصيل في أكثر من عمل سينمائي وتليفزيوني خلال الفترة الأخيرة .
محيط – هالة الدسوقي
وقد يرى البعض عرض مثل هذه المشاهد شيء لا غضاضة فيه، ولكن آخرون يرونها جرعة جنسية زائدة عن الحد ولا تضيف قيمة للعمل الفني .
وحول هذه القضية ، يقول الناقد طارق الشناوي، لشبكة الأخبار العربية "محيط" : "أنا لست ضد مشاهد الاغتصاب"، وأن أي عمل يعتمد كليا على الإيحاء فقط يعاني النقص. ويكون لعرض تفاصيل المشهد ضرورة لتصوير الجرم ببشاعته ورد الفعل عليه أمام الجمهور. لكن ليست كل الأعمال الفنية تحتاج لذلك، فيكفي الإيحاء في بعض الأحيان أو بجزء من مثل هذه المشاهد .