عدد الرسائل : 494 العمر : 38 البلد : مصر العمل : مدير المنتدي اختر علم بلدك : Personalized field : نقط التميز : 500 تاريخ التسجيل : 21/09/2007
موضوع: الى الحب من جديد الأربعاء أبريل 23, 2008 12:36 am
معركـة مصيريّـة
كنت أتنفس بصعوبة.. أعلم أن من سيرانى على هذا الحال سيظن أننى خائف، و لكن هذا بالفعل يحمل شئ من الحقيقة. نعم بداخلى قدرا من الرهبة، فالمواجهة القادمة ليست سهلة أبدا. عرق غزير ينبت على جبهتى وينسال ببطء مزعج على وجهى. تنقبض أصابعى من آن لآخر على أغراضى وكأننى أستمد منها الشعور بالأمان العربة التى تنقلنا الى ميدان المعركة ممتلئةحقا بالرفاق. الأجساد متداخلة مع بعضها البعض، لدرجة تجعلنى أستغرب كيف سنبدأالمواجهة و نحن على هذا الحال لا يعرف أحدنا كيف يسحب أطرافه من بينزملائه
العربة تقترب بنا من ميدان المعركة بسرعة. ومع كل متر تقطعه تتصاعد دقات قلبى. لن تكون معركة سهلة أبدا. أنظر الى وجوهزملائى، فأرى الرهبة فى وجوه بعضهم، وأحدهم يردد آيات القرآن الكريم. نظرت الى وجهقائدنا الذى يتقدمنا، ورأيت فى عينيه قوة و عزما غير عاديين شيئا فشئ تتسرب عدوىالحماسة و العزيمة الينا جميعا. لن ننهزم هذه المرة. أنا المصرى سليل الفراعين. لنأدعهم يدحروننى هذه المرة. أسرح بذهنى لأسترجع تاريخ وطنى وأمتى. من هذا الوطن خرجرمسيس الثانى الذى هزم الحيثيين فى قادش.. وخرج أحمس الذى طرد الهكسوس وطهر البلادمنهم. ومن أرضى خرج الناصر صلاح الدين ومن وراءه الآلاف المؤلفة من أبناء وطنى لدحرالصليبيين فى حطين. من بلادى خرج الجيش العظيم الذى مزّق التتار فى عين جالوت وكسرشوكتهم. كيف لهم أن يهزموننى بعد هذا التاريخ العظيم العربةتقترب من الميدان.. أرى أضوائهم من تتبدى لى من بعيد. من الذى أعاد بونابرت الىفرنسا بخفىّ حنين؟ من الذى تصدى لحملة فريزر؟ من الذى قاتل الترك تحت لواء ابراهيمباشا وانتصر عليهم؟ التاريخ المشرف يتتابع فى ذهنى فيملؤنى ثقة و عزما. أشعربدماء الحماسة تفور فى عروقى فتلهبها.. العربة تبطئ من سرعتها لدى اقترابها منخطوطهم أجيل بصرى فى وجوه الرفاق. أرى قوة و تصميما بلا حدود. الكل مصمم علىالنصر. العدد ضخم حقا، فلن نغلب اليوم من قلة. نحن من تصدى للعدوان الثلاثى سنة 56. نحن من حطم اسطورة خط بارليف فى 73
توقفتالعربة تماما، وصار العدو أمامنا مباشرة. لأول وهلة انتابتنى الرهبة لما رأيته منضخامة أعداده، و لكننى سرعان ما تمالكت رباطة جأشى، لأننى مؤمن أن النصر من عندالله. تمر الثوانى بطيئة، و نحن.. الجيشان.. متواجهان نتبادل نظرات التحدى. تنقبضعضلاتى من فرط التحفز، و تزداد أصابعى الملتفة حول أغراضى قوة و صلابة للحظةأسرح بذهنى. الفلسطينيون يقاتلون فى الأراضى المقدسة. حزب الله يدافعون بضراوة عنربوع لبنان. المقاومة العراقية تملأ نهرى دجلة والفرات بجثث المحتلين، بينماالأفغان يحيلون حياة الغزاة الى جحيم. أما هنا على أرض الكنانة. مصر العظيمة. فالمعركة الكبرى توشك أن تبدأ. و لن نكون نحن الخاسرين باذن الله. وفى اللحظةالتالية بدأ الاشتباك [لم يكنالأمر هينا. كانوا يدفعوننا بقوة هائلة مدعومة من أعدادهم الضخمة. قاتلنا بكلقوانا. دافعنا ودافعوا. ومرّت لحظات صعبة حقا. رحت أوجه الضربات، وأدفع زميلى الذىيسبقنى. أصرخ بملء فيى: ملعون أبوكو ولاد كلب تكاد أغراضى تنفلت من بين أصابعى،فأتشبت بها أكثر. ولدهشتى رأيت وجوه نساء فى صفوفهم. ياللعجب. أهذا مكان تتواجد فيهالنساء؟ أليست لهم ميادين أخرى خاصة بهم؟ أقاتل بحماس أكبر، وأشعر بالظفر يجتاحأعماقى وأنا أرى صفوفهم تنشق لأعبر من بينها أنا ورفاقى الأبطال
أسمع الصفير يدوى فى الأجواء فأوقن أن المعركة على وشك أن تنتهىبانتصارنا. وفى اللحظة التالية تعثرت فى قدم أحدهم، فسقطت على وجهى بين الأقداموأسرعت لأحمى رأسى بذراعىّ، وشعرت ببعض الأقدام تطأنى لا أدرى أأقدام الرفاق هى أمأقدام الأعداء رحت أسب وألعن. امتدت بعض الأذرع لتنهضنى على قدمىّ، وسمعتأصواتا: مش تحاسب يا أستاذ؟ ابقى خللى بالك.. قدر ولطف وبينما كنت أنفض الترابالعالق بثيابى ووجهى بعد أن وطأتنى الأقدام والأحذية تعلقت عيناى بلافتة تحمل اسم: حسنى مبارك، وسمعت هدير مترو الأنفاق الذى كنت أستقله منذ دقيقة واحدة مغادرا محطةمبارك الى محطة غمرة نفضت بعض الأتربة العالقة بينما ظلت غالبتها تغطينى، ثمأسرعت ألتقط أغراضى من على الأرض، و أسرعت أغادر محطةالمترو/