عدد الرسائل : 220 العمر : 34 البلد : مصر العمل : لايوجد Personalized field : نقط التميز : 300 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
موضوع: لبن أم حمص الثلاثاء أبريل 22, 2008 8:49 pm
المصدر معاريف 31/3/2008 بقلم: كوبي نيف
هل سبق لكم أن تذوقتم منتجات الحليب الجديدة لشركة «مولر»؟ هل أزعجكم الطعم لأنه منتج ألماني؟ حسنا، صحيح. هذا ليس من إنتاج ألمانيا. هذا منتج في تل أبيب. ولكن الحقيقة، المخفية بعض الشيء من المنتج الإسرائيلي، هي أن «مولر» شركة ألمانية، تأسست في ألمانيا، ومن هناك انطلقت لاحتلال باقي أوروبا والعالم. والآن إسرائيل أيضاً.
هاكم ما كتب في الموقع الرسمي للمنتج الإسرائيلي: «مثلما في كل أسطورة ساحرة قصتنا أيضاً بدأت قبل أكثر من مائة عام في قرية صغيرة. هناك ولد الطعم الرائع الخاص بنا. لحظة، ولكن أين توجد القرية الصغيرة هذه؟ وماذا فعلت وكيف عملت «مولر»، التي تأسست في بفاريا في العام 1896 في عهد الرايخ الثالث الساحر؟ هل كانت هي موردة الشوكو لـ «قوات الأمن» النازية، أم ربما بالذات سكبت حليبها كفعل مقاومة للنظام؟ لم تجدوا في أي مكان، بالطبع، هذه المعلومة. كما أنه ماذا يهم هذا في واقع الأمر؟ المهم حقاً إذا كان هذا لذيذا لكم أم لا، أليس كذلك؟
بالكاد مرت ستون سنة منذ قتل ملايين أبناء شعبنا وعائلاتنا على أيدي الألمان بتعاون شبه تام مع باقي الشعوب الأوروبية، وعمليا نسينا ذلك تماما، وكاد يصبح هذا وكأنه لم يكن من ناحيتنا، نحن سليلي المقتولين. نحن نجلس في كراسيهم، ننام في أسرتهم، نسافر في سياراتهم، نشاهد في تلفزيوناتهم، نأكل عصيدتهم، نتجول في بلدانهم، نقيم معهم علاقات كاملة، نستضيف عندنا مستشاريهم، نحن نحبهم. أما العرب فنحن نكره.
ولكن إذا فكرتم ما الذي فعله بنا العرب، ليس فقط في المائة سنة الأخيرة، بل بشكل عام، منذ الأزل، بما في ذلك العمليات الانتحارية الأكثر فظاعة، فان هذا مثابة الصفر مقابل ما فعله بنا على مدى الأجيال، بما في ذلك في المائة سنة الأخيرة، الأوروبيون جميعاً والألمان على رأسهم.
وفضلا عن ذلك، فان سفك الدماء المتبادل بيننا وبين العرب لا ينبع من اللاسامية أو من الكراهية، بل هو في إطار نزاع قومي، صراع على قطعة أرض. أما القتل الجماعي لملايين يهود أوروبا على أيدي الألمان والأوروبيين فلم يجرِ انطلاقا من نزاع أو حرب، بل انطلاقا من الكراهية فقط، الكراهية البحتة. ومع كل هراءات احمدي نجاد ونصر الله وامثالهما، فان دين الإسلام لم يكن أبداً وليس الآن أيضاً لاسامي. أما المسيحية، الأوروبية وكذا الأمريكية فكانت منذ الأزل ولا تزال الآن أيضاً لاسامية، تكره اليهود، كتبها المقدسة تتهمنها بقتل مسيحها.
نحن نغفر لهم، نحبهم، نريد أن نعانقهم وان يعانقونا، نريد أن نشبههم، أما العرب فنحن نكره. ولكن إذا كنا نلحس الآن شفتينا على المذاق الحلو لمنتجان «مولر» ونصفق عندما تقول المستشارة التي قتل آباؤها ملايين من أبناء شعبنا، في كنيستنا، جملة سلام بالعبرية، فلماذا لا يمكننا أن نرى، بعد أقل بكثير من ستين سنة، أنفسنا نغمس بمتعة الحمص من بيت حانون، ونصفق في الكنيست لرئيس الوزراء الفلسطيني، ابن شقيق المخرب الانتحاري، الذي يقتبس في خطابه في الكنيست آية بالعبرية من التوراة؟ أم لعل كراهية العرب عندنا لا تنبع من أنهم يقتلوننا ونحن نقتلهم، بل من أنهم يشبهوننا ولا يشبهون الأوروبيين الذين نرغب شديد الرغبة في أن نشبههم؟.